في إطار مسلسل الرباط، نظمت وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات حدثا خاصا حول موضوع الهجرة الدائرية، بعنوان “دورة الفرص و تطوير الكفاءات“.
التظاهرة التي ترأسها السيد يونس السكوري، الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات ، تروم استكشاف الآفاق والفرص التي تتيحها الهجرة الدائرية باعتبارها ممارسة فضلى في مجال هجرة العمل. كما تهدف أيضًا إلى تحديد الرهانات المتعلقة بهذا النوع من الهجرة وتقييم أثره على تطوير الكفاءات.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد السيد السكوري أن رئاسة المغرب لمسلسل الرباط، منذ المؤتمر الوزاري السادس الأورو-أفريقي حول الهجرة والتنمية، الذي عُقد في قادس في دجنبر 2022، عرفت زخما استثنائيا من الاجتماعات الموضوعاتية، تم خلالها التطرق إلى العديد من القضايا و الإشكاليات المتعلقة بالمجالات الخمس لخطة قادس.
وفي نفس السياق، أبرز السيد الوزير أهمية تكثيف الجهود في إطار الحوار، خاصة على المستوى الإقليمي. مشددا على ضرورة التماشي مع الأهداف والتوصيات المنبثقة عن الأطُر الدولية والإقليمية المتعلقة بالهجرة، وهو ما من شانه أن يعكس التزام الدول الأعضاء بتبني نهج شامل ومتناغم ومتوازن لحكامة الهجرة.
وأضاف السيد الوزير أيضًا أن مسلسل الرباط، ;نظرًا لطابعه الأورو-أفريقي، يوفر إطارًا ملائما للحوار حول القضايا البلدان المصدرة لليد العاملة، مع ضرورة الحرص على ضمان آفاق للتطور المهني وظروف العمل اللائقة لمواطنيها.
كما أشار السيد الوزير إلى أن خطة عمل قاديس، المحددة خلال المؤتمر الوزاري السادس للحوار الأورو-أفريقي حول الهجرة والتنمية، تبرز “المميزات المقارنة” للحركية، مثل التنمية المشتركة والبدائل العملية للهجرة غير الشرعية. كما تتناول الخطة أيضًا مكافحة تهريب والاتجار بالبشر، وقضايا الإدماج، فضلاً عن إسهام الجاليات في تنمية البلدان المضيفة ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الأصل.
من جهة أخرى ، أكد السيد السكوري على أن الحركية الدولية تشكل فرصة للعمال في لبلدان الأصل والوجهة، شريطة احترام عدة شروط أساسية، من قبيل : النهوض بالأطُر القانونية التي تضمن ظروف تشغيل لائقة وملائمة، وتصميم مسارات هجرة ومهنية قانونية ومنتظمة وسلسة وأخلاقية؛ وتشجيع الشراكات الإقليمية المتجددة التي تأخذ بعين الاعتبار واقع وتحديات البلدان الأعضاء …
من جانبها ، أكدت السيدة إيزابيل ألميدا رودريغيز، كاتبة الدولة البرتغالية للمساواة والهجرة، على التزام الحكومة البرتغالية الراسخ تجاه التعاون الدولي، مركزة بشكل خاص على التعاون في مجال الهجرة النظامية والحركية في مجال العمل، مشيدة بمبادرة المملكة المغربية لتنظيم حدث نوعي وخاص يتمحور حول الهجرة الدائرية، مؤكدة على الإرادة المشتركة لمعالجة القضايا الحيوية المتعلقة بالحركية والهجرة.
كما شددت السيدة كاتبة الدولة على موقف البرتغال كمرجع للهجرة النظامية والحركية الدولية، وفقًا لخطة العمل قادس، مبرزة أن الحركية تعتبر جزاء أصيلا من الهجرة، ومؤكدة على احترام البرتغال لحقوق العمال، وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي ذات السياق، سلطت السيدة كاتبة الدولة الضوء على المبادرات التي اتخذتها الحكومة البرتغالية في مجال الهجرة الدائرية للعمل، مبرزة أهمية ضمان أمن وشرعية وكرامة العمال، مع الحرص على تعزيز الفرص المتبادلة المفيدة بين بلدان المغادرة والوجهة، مشيرة إلى التزام الحكومة البرتغالية بجعل القطاعين العام والخاص شريكين رئيسيين لضمان نجاح هذه المبادرات.
واغتنمت السيدة رودريغيز الفرصة للتأكيد على التزام البرتغال المستمر تجاه مسلسل الرباط، داعية إلى تعزيز التعاون وتقاسم التجارب والممارسات الفضلى خلال المناقشات المقبلة حول الحركية والتنمية، مضيفة أن حكومة البرتغال تلتزم بالانخراط بشكل فاعل في تعزيز الهجرة النظامية والتنقل بشكل آمن، قانوني ولائق، مساهمةً بذلك في الجهود الدولية لخلق فرص إيجابية لجميع الفاعلين المعنيين.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء يروم صياغة مقترحات ملموسة لتعزيز تنفيذ وتنزيل الإجراءات والمشاريع المتعلقة بالهجرة الدائرية، بالإضافة إلى تحديد مسارات العمل للأنشطة المستقبلية المتعلقة بالهجرة الدائرية والعمل، ضمانا لاستمرار الالتزام في هذا المجال. كما يشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات وإحداث شبكات وتعزيز المبادرات الرامية إلى تثمين الهجرة الدائرية والتعامل بفعالية مع تحدياتها.